ذلك المشعل الذي كان قوامه ذكر الله المتجسد ، وتوحيد العبادة لله ، والايمان بالآخرة ، والايمان بان عمل الإنسان هو الذي يتجسد في الآخرة ، وان كلّ نفس تجزى بما علمت ، هذه هي الموضوعات التي يبحثها الدرس الأول من سورة طه.
بينات من الآيات :
الرسول وهموم الهداية :
قيل في كلمة «طه» ما قيل في الحروف المقطعة في بداية السور ، وأقول فيها ما قلته في أمثالها في سائر السور القرآنية ، حيث أتصور بأن الكلمة ترمز الى القرآن الحكيم ، ولعلها هنا ـ كما جاءت في النصوص الاسلامية ـ رمز الى الرسول صلى الله عليه وآله ، فتكون لفظة (طاء) اختزالا لجملة (طالب الحق) بينما تكون لفظة (هاء) اختزالا لجملة (الهادي اليه) (١)
كما اننا نشير الى كتاب ونقول : هذا الكتاب ، فكذلك لفظة (طه) انما هي الى القرآن ذاته ، وقيل : ان طه هو رسول الله (ص).
[١ ـ ٢] (طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى)
إن رسالة السماء تنزل على الإنسان لا لكي يهلك نفسه حزنا عليها لان المجتمع لا يؤمن بها ، فهو لا يتحمل مسئوليته إلّا بقدر البلاغ فقط ، وانما الرسول مبلغ ، فلما ذا يشقي نفسه؟
قيل ان الرسول (ص) كان يسهر الليل بالعبادة ، ويمضي النهار بالصيام ، متعبا نفسه ، وقد جاء في حديث شريف عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال :
__________________
(١) تفسير نور الثقلين / ج ٣ / ص ٣٦٧.