والجاهلين ، وبالتالي فان صاحب هذه الصفة يستطيع أن يصدع بالحق دون أن تأخذه في الله لومة لائم ، أو يتأثر باعلام الناس.
الشرط الثاني : هو القدرة على الحديث ، فلقد كان موسى تمتاما لا يحسن الإعراب والإفصاح في حديثه عما يريده.
الشرط الثالث : بذل الجهود المكثفة لإفهام الناس رسالة الله وأحكام شريعته ، فليس وظيفة حامل الرسالة أن يكره الناس على تطبيقها تحكما واستبدادا ، وعوها أم لم يعوها.
الشرط الرابع : هو أن يبحث حامل الرسالة عمن يؤازره ، ويشترك معه في أمره ، وينبغي أن يكون أقرب الناس إليه.
الشرط الخامس والأخير هو : أن يكون هو مع هذا الوزير يهدفان الى تسبيح الله وذكره ، والدعوة اليه ، لا الاستعلاء في الأرض ، والطغيان على الناس.
وهذه الشروط تنبّه إليها موسى عليه الصلاة والسلام حينما حمّل الرسالة ، وكان في ذلك دليل على أن اختيار الله موسى لرسالته انما تمّ بحكمته البالغة ، إذ انّ الله أعلم حيث يجعل رسالته ، فلننظر كيف يحاور موسى ربه.
بينات من الآيات :
معجزتان :
[١٧ ـ ١٨] (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى * قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى)
يعلم الله سبحانه ما في يد موسى ، ويعلم لماذا هو يحمل عصاه ، ومع ذلك فهو