يسأله ربما ليمتحنه ، إذ ان هذا السؤال يجعل موسى ينتبه الى أهمية عصاه وفوائدها المادية له التي ربما يكون قد غفل عنها.
فعند ما يأتيه أمر الله بطرحها والقائها بعيدا يمتثل لهذا الأمر بوعي.
كما اننا نستفيد من جواب موسى (ع) عدة أمور جانبية اخرى وهي : انه يتعب نفسه في العبادة والشغل بدلالة قوله (أتوكأ) ، وانه كان يعمل في مهنة الرعي ، كما كان يستعمل عصاه في أغراض اخرى ، كالدفاع عن نفسه إذا تعرض للاعتداء مثلا.
[١٩] (قالَ أَلْقِها يا مُوسى)
أن أمر الله لموسى بإلقاء العصا بعد أمره بخلع النعلين بالاضافة إلى ما قلناه من اختبار للطاعة ، والتوجه الخالص له سبحانه ، فهو أيضا لاعطاء درس لموسى (ع) ولنا من بعده ، وذلك الدرس هو ان اعتماد الإنسان يجب أن يكون فقط على الله الذي بيده ملكوت كلّ شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، وان اعتماد الإنسان على الوسائل المادية الموجودة في الحياة ما لم تكن بإذن الله وامتثالا لأمره فانه لا يغني عنه شيئا فان القوة لله جميعا.
[٢٠] (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى)
كانت هذه مفاجأة مذهلة ومنظرا رهيبا بالنسبة الى موسى ، وقبل أن يستبد به الخوف ويؤدي به الى الانهيار جاءه النداء الرحماني.
[٢١] (قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى)
أي كما كانت من قبل عصا.