[٢٥] (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي)
اجعل صدري واسعا شرحا لا أتهيب الصعاب التي قد تواجهني في الطريق ، اني أعلم بأن حمل الرسالة عملية صعبة لذلك فأنا أحتاج الى صدر يسع كلّ مشاكل التبليغ ويزيد.
[٢٦] (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي)
لعل موسى (ع) كان يرى إنّ فرعون يصعّد الموقف مما يدفع بموسى (ع) الى التصعيد أيضا ـ خصوصا ـ وان موسى (ع) كان مشهورا بالغضب في الله ، فكان يريد أن تمشي المسائل بهدوء بدون حاجة الى العنف.
هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فان موسى (ع) كان يدرك خطورة وصعوبة المسؤولية على عاتقه ، فكان يريد التيسير في أموره ، ورفع الثقل جرّاء حمله الرسالة.
هذا إذا علمنا أنّ الإنسان الذي يحمل هموما كثيرة بسبب عمله لن يفلح أثناء عمله ، لأن الهم والاحساس بثقل العمل يثبّط الإنسان عن العمل ، فلذلك أراد موسى أن يزيل هموم عمله بدعائه لربه لتيسير عمله .. الذي يعني الاستعداد للقيام بدور أكبر ..
[٢٧ ـ ٢٨] (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)
كلمة اللسان هنا ربما تعبّر عن الاعلام ، فموسى (ع) كان يطمح الى أعلام قوي يدخل في الأعماق ، وربما هذه الفكرة مأخوذة من قوله (يَفْقَهُوا قَوْلِي) وبمعنى آخر إن موسى يطمح الى شيئين :
الشيء الأول : قوة الاعلام الذاتية ، وهذا لا يتم إلّا بمعرفة منطق الناس ، كما