الطغاة ، وكما يقول المثل : (من مأمنه يؤتى الحذر).
(وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي)
ألبس الله سبحانه موسى (ع) ثوب المحبة كما يلبس الإنسان ثوبا ، بحيث ينجذب إليه ويحبه كلّ من يراه.
١ / في تنمية المواهب :
(وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي)
أراد الله أن ينمي مواهب موسى (ع) بصورة استثنائية تمهيدا لتحميله الرسالة ، وكذلك بالنسبة الى جميع الأنبياء (ع) حيث أن الله سبحانه يختار أنبياءه منذ طفولتهم فيعرضهم للامتحانات ، وينمي مواهبهم بطرق معينة ، وهذا لا يخالف الفكرة الإسلامية حول : ان الأنبياء يتعرضون لامتحانات كما يتعرض غيرهم ، قال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) (١).
إنّ الله سبحانه وتعالى يعرّض أنبياءه لامتحانات صعبة الى درجة لا يتحملها الإنسان العادي ، وإذا لم يتحملها النبي فلا يختاره ، ولكن مع ذلك هناك نعمة تسبق نعمة الامتحان ، وهي بناء النبي بناء استثنائيا استعدادا لتحميله مسئوليات ضخمة في المستقبل ، ويمكن أن نضرب مثلا لهذه الحالة بالتدريب في الوحدات الخاصة في الجيش.
هؤلاء المنتمون الى هذه الوحدات يتعرضون لتدريب صعب وشاق لتنمو مواهبهم ، وتتدرب أجسادهم على الصعاب ، ولكن هل يكتفي المدرب بهذه
__________________
(١) سورة البقرة / ١٢٤.