بأن تقصّ أثر التابوت ، وتمشي وراءه ، وكانت واقفة بباب فرعون حين بعث الى من حوله من المراضع ، فأدخلت وقالت : إني أعرف من يرضعه ويكفله لكم.
٣ / العودة الى الأم :
(فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ)
تقر عين الأم بوجود طفلها وتطمئن ، ويستفيد الطفل من هذا الاطمئنان. والقرآن يشير هنا الى حنان الأمومة الضروري لتنمية مواهب الطفل ، لان الطفل لا يفهم شيئا آنئذ ، ولكن الأم وحدها هي التي تفهم مدى حنانها الى طفلها ، وان الطفل قرة عينها وان افتقاده يسبب حزنا لها.
٤ / في محنة القتل :
مرة أخرى ينجى موسى من الخطر المعنوي فيقول :
(وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً)
أنقذه الله سبحانه وتعالى مرة أخرى من الموت ، ولكن الله لم ينقذه من الموت فقط ، بل أنقذه أيضا من الغمّ ، حيث ان موسى (ع) بعد أن قضى في صراعه على القبطي ، اغتمّ بسبب هذه الفعلة ، والقلب المصاب بالغم لن يكون مستعدا لتلقي الرسالة ، فأنجاه الله من هذا الغم ، لكي يكون مستعدا لتلقي زخّات الرسالة ، وكم نجانا الله وأنقذنا من أمثال هذا الغم ، الذي يسبب تراكمات في النفس ، وبالتالي عقدا نفسية تحجب الإنسان عن فهم الرسالة.
(فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى)
أي بقي عشر سنين في مدين عند عمه شعيب ، ثمّ بعد انتهاء هذه السنوات