العشر جاء على قدر .. يعني جاء وقد قدر الله مجيئه تقديرا.
ونحن كثير من أعمالنا نحسبها صدفة ، بينما هي أقدار من الله سبحانه ، وهكذا قدر لموسى أن يأتي بعد عشر سنوات ، وأن يتيه في الصحراء ، وتلد زوجته ، ويحتاج الى قبس من النار .. قدّر له كلّ ذلك ، ثمّ جيء به لاستقبال الرسالة.
الأحداث هي التي تدفعك لان تختار طريقا ، قد يكون فيه خيرك ، فمثلا : بعض الناس قد لا توجد لديه رغبة أساسا في السياسة ، ولا يتدخل فيها ، لكن قد ينتمي ابنه الى حركة إسلامية ، فيطارده الأمن ، ويفتش عنه في بيته ، فيسبه الأمن هو وأهله ، فينتبه الأب وتنتبه الأم والأخوة ، ثمّ قد ينتمون الى هذه الحركة وقد يصبحون قادة لها أو شهداء فيها.
إذا جاءك قدر من هذه الأقدار ، فاعرف بأن نعمة من الله سبحانه قد هبطت عليك ، وان الله يريد لك الجنة ، ويريد لك أن تكون ذا شأن ، فلا تغلقنّ الأبواب أمام الأقدار الخيرّة ، ولا تمنع نفسك من بركات السماء.
ثمّ تأتي مرحلة التربية ، ويجب على الإنسان أن يشكر مربيه الذي رباه على الخير والتقوى والاستقامة و.. و.. منذ طفولته المبكرة ، ويجب على الإنسان أن يشكر ربه الذي وفّر له مثل هؤلاء المربين الذين يربونه على الصفات الحسنة ، وشكر الله على التربية الفاضلة التي تلقيتها هو أن تستجيب للرسالة التي تهبط عليك.
التربية المثلى :
[٤١] (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي)
خلق الله الإنسان لنفسه ، وخلق الأشياء للإنسان ، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي : [عبدي! خلقت الأشياء لأجلك ، وخلقتك لأجلي ، وهبتك الدنيا