بالإحسان والآخرة بالإيمان](١)
خلق الله الإنسان ليكون منه خلفاؤه في الأرض ، وسخر له كلّ شيء من الطبيعة ، وكلّ شيء منه ، العلم والارادة والعقل ، ولكن كثير من الناس لا يشكرون ربهم ، ولا يعرفون منزلتهم فيهبطون الى حضيض الأنعام ، بل أضل سبيلا : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٢) والاصطناع الربانيّ أكثر بروزا عند الأنبياء ، لان الله يوفر للأنبياء التربية المثلى ، ويولدون من آباء وأمهات مؤمنين ، فهم في قمة الكمال والصلاح ، ولو لا صلاح الأبوين لما اختار الله سبحانه وتعالى من أولادهم أنبياء.
جاء في الآية الكريمة حول نبينا محمد (ص) : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٣)
فسرت هذه الآية إنّ النبي كان يتقلب في صلب الآباء والأمهات الساجدين لله سبحانه ، وأن جميع آباء النبي مؤمنين وصالحين.
[٤٢] (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي)
بعد أن وفرنا لك وسائل وظروف الاستجابة للرسالة ، من وسائل مادية ومعنوية ، وهديناك الى الرسالة ، احمل أنت وأخوك الرسالة بقوة ولا تضعفا ولا تهنا في تبليغها.
ما هو الذكر؟
قد يكون الذكر هو الرسالة ، وقد يكون الذكر هو ذكر الله الذي يربي نفس
__________________
(١) مشارق أنوار اليقين.
(٢) سورة الفرقان / ٤٤.
(٣) سورة الشعراء / ٢١٩.