الإنسان لا يبالي ما دام لا يعلم إن عليه جزاء ، أما إذا عرف انه سوف يجزى بمواقفه ، فسوف يعود الى رشده.
أما العقبة الثالثة وهي الحنين الى الماضي ، والخوف من تطويره ، فقد عالجها القرآن الحكيم ببيان إن كلّ الحياة ماضيها وحاضرها ومستقبلها محكومة بإرادة الله ، وإن تدبير الله وتقديره وقضاءه يحيط بالحياة احاطة كاملة ، وان القرون الماضية لا يجب أن تقدس تقديسا مطلقا ، بل إن علمها عند الله ، فاذا كانت تلك القرون في طريق الحق فهي لأجل الحق مقدسة ، أما إذا كانت في طريق الباطل فعليها لعنة الله لأنها لم تتبع الحق.
هذا ولقد جاءت رسالات الله لتعالج أيضا كلّ عقبة أو شذوذ في حياة البشر ، إن فرعون كان قد استعبد بني إسرائيل كعنصر مخالف لعنصره ، فعالج القرآن هنا هذه العقبة أيضا ببيان إن بني إسرائيل يجب أن يتحرروا ، وبالرغم من ان هذه العقبات ذات أبعاد مختلفة ، بعد اجتماعي ، وبعد سياسي ، وبعد ثقافي و.. و.. إلخ ، لكن الآيات الكريمة في سورة طه ـ كما يبدو ـ تركّز الضوء على البعدين النفسي والثقافي أكثر من أيّ بعد آخر.
بينات من الآيات :
كيف يعالج القرآن الطغيان؟
[٤٣] (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى)
الإنسان الذي يطغى إنّما يطغى لاحساسه بعدم الحاجة ، وان الآخرين محتاجون إليه ، فإذا أحسّ الإنسان بحاجته انحسر عنه الطغيان.
والطغيان يأتي بسبب إحساس الإنسان بأن أهدافه في الحياة قد تحققت ، وان