وبالاستعانة بالله.
بينات من الآيات :
[٦٥] (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى)
هل أنت تبدأ أم نحن؟
[٦٦] فطلب موسى منهم أن يكونوا هم البادئين وكان ذلك تحديا عظيما.
(قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى)
أي أنهم عملوا عملا أثاروا به خيال موسى (ع) ، وبالأولى أثاروا خيال المحتشدين!
ولعلّ هذا يعني : إنّ السحر تأثير نفسي في الإنسان من خلال إثارة خياله والإيحاء له ، أمّا هدفه فهو التضليل ، وعاقبته الخسران ، وأول ما يفكر به السحرة ، هو السيطرة على الجالسين نفسيا ، بالقيام ببعض الحركات المثيرة ، وبعد أن يستحوذوا على أنفس الحاضرين ـ بسرد القصص الخيالية ، وصنع أجواء صاخبة ـ يضحى كلّ عمل يقومون به عظيما ، يثير العجب والدهشة في أنفس الناس.
كما إنّ بعضهم يستفيد من الجنّ ، بالاضافة الى بعض العلوم الغريبة ، والسحرة مجموعة مرتزقة ، وضعوا علمهم في خدمة شهواتهم ، أو لدعم سلطة ظالمة ، شأنهم شأن الأقلام المأجورة التي توظف نفسها عند الظلمة.
هذا هو واقع السحر ، انه تخيلات لا تصمد أمام الحقّ ، ومن كلمتي «حبالهم» و «عصيهم» نستنتج إن السحر ليس إلّا تأثيرات نفسية لا يغيّر من الواقع شيئا ،