والثقافة المضللة أن تفسد الناس ، ولكن عليهم أن يتغلبوا على خشيتهم بذكر الله سبحانه وتعالى ، وأن يثقوا بأن أقلامهم النظيفة التي تبين الحقيقة تعادل ملايين الأقلام التي تكتب الزيف والباطل ، لأن الحقيقة قوة تبتلع سحر المبطلين.
[٦٩] (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا)
وتقوم عصاك بابتلاع حبالهم ، وعصيّهم التي صنعوها بما لها من وجود ماديّ ، وآثار نفسيّة.
(إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى)
فكلّ الذي قاموا به لا يعدو أن يكون مجموعة من الخطط الماكرة الباطلة ، التي لا تلبث أن تنتهي بوهج الحقيقة ، كما الظلام ينهزم أمام النور ، وباستطاعة الإنسان المتصل بالله أن يتجاوز تأثيرات السحر الوهمية ، وهكذا فالسحر لا يؤثر فيمن يؤمن بالله حقا ، وقد قال عنه تعالى : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (١) ، كما إنّ ذات الساحر لا يفلح ، لأن عمله هذا يكرس فيه الانحراف عن خط الفطرة والحياة في الدنيا ، ويسبّب له العذاب في الآخرة.
[٧٠] صحيح ان عاقبة الساحر هي الخسار ولكن متى ما دام متمسكا بسحره وانحرافه ، أما إذا تاب وتمسك بالحقّ والرسالة ، فان عاقبته ستكون الى خير ، وهذا يدلنا على إن عاقبة الإنسان ، رهينة عمله ، لا لونه ولا جنسه.
وقد طلب موسى (ع) الى السحرة أن يكونوا أول الملقين ، حتى يكون أثر انتصاره على فرعون عميقا في أنفس الجميع حتى السحرة ، حيث يصبح ذلك السحر الذي
__________________
(١) البقرة / ١٠٢.