فيها المسامير ، وهكذا أرجله ومواضع أخرى من بدنه ، ويظل على هذا الحال حتى يموت.
إلّا إن فرعون هدد بقطع أرجلهم وأيديهم من خلاف ، زيادة في التعذيب ، وربما أراد التنكيل بعوائلهم ، وتشوية سمعتهم بعد موتهم ، إذ قال : (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى).
[٧٢] ولكنهم صمدوا أمامه بصلابة الإيمان ، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن أمام الطغاة صلبا شديدا.
(قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ)
أي اكتشفنا الحقيقة ، ومن يكتشفها يعشقها ، وأقسموا :
(وَالَّذِي فَطَرَنا)
تأكيد لقرارهم ودعما لموقفهم ، وإنّه الموقف الحاسم ، وأضافوا ردّا على تهديداته :
(فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا)
وهكذا يجب أن يكون المؤمن مستعدا لتحمل تبعات إيمانه واستقلاله.
ولكن السؤال : كيف بلغ هؤلاء السحرة وبهذه السرعة الى هذه القمة السامقة من الإيمان والجهاد ، حيث ألقوا بكلمة الحقّ أمام السلطان الجائر ، وحيث آمنوا ذلك الإيمان العميق بالآخرة؟!
والإجابة كالتالي :