بينات من الآيات :
[٨٣] (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى)
لماذا أسرعت إليّ وتركتهم وراءك؟
[٨٤] (قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي)
ان قومي لا يزالون يقتفون أثري ، ويسيرون على نهجي.
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى)
دفعني الى العجلة حبي لك وشوقي للقائك ، وهذه الآية توحي بمدى حب موسى لربه ، حيث بادر الى لقاء ربه ، وكان على عجل لنيل رضاه سبحانه. وهكذا حال من ذاق حلاوة مناجاة ربه ، وأنس بقربه ، وتجلى الرب لقلبه ، فمشى في أرجاءه الوجل ، واهتزت جنبات فؤاده بنور الشوق ، فوجد من نور خالقه ما جذبه الى ما يقربه اليه ، ولاح له من جمال بارئه ما أنساه كل جمال ..
لذلك كان رسول الله (ص) يجلس في محراب الصلاة على أشد من الجمر شوقا الى ميعاد اللقاء ، فاذا حان وقت الصلاة هتف ببلال المؤذن : أرحنا يا بلال بالصلاة.
وهكذا المؤمنون الصادقون يدعون الرب ليتجلى لقلوبهم بنور معرفته ، فيكونون :
«ممن دأبهم الارتياح إليك والحنين ، ودهرهم الزفرة والأنين ، جباههم ساجدة لعظمتك ، وعيونهم ساهرة في خدمتك ، ودموعهم سائلة من خشيتك ، وقلوبهم متعلقة بمحبتك ، وأفئدتهم منخلعة من مهابتك ..» (١)
__________________
(١) الصحيفة السجادية ص ٢٤٩.