ويكررون أبدا :
«يا من أنوار قدسه لابصار مجيه رائقة ، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة ، يا منى قلوب المشتاقين ، ويا غاية آمال المحبين!» (١)
[٨٥] وكان غياب موسى قد ترك فرصة مناسبة للانتهازيين أن يسعوا الى مصالحهم.
(قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ)
يبدو أن السامري كان منافقا ، وكان يتحين الفرص للقفز الى أريكة الحكم ، وكانت مجموعة من الانتهازيين وضعفاء النفوس ملتفين حوله ، ولعلهم كانوا يتآمرون مع بعضهم ضد القيادة الرسالية.
والآن حيث تأخر موسى (عليه السلام) وظنوا أنه قد أدركته الوفاة ، بادروا الى الفتنة ، لكي يبعدوا خليفة موسى الشرعي هارون (عليه السلام) عن السلطة ، فأشاع السامري فيهم أن موسى قد مات ، وصنع لهم العجل كرمز لسلطته ، وأمرهم بعبادته ، مستغلا حب بني إسرائيل للذهب ورواسب الشرك عندهم ، أو ليسوا قد طالبوا نبيّهم بأن يجعل لهم إلها حين مروا بقوم يعبدون الصنم؟
ولعل ذلك كان ضرورة حضارية ، حيث أن موسى (عليه السلام) قضى على جيوب الفساد عند بني إسرائيل بعد هذه الفتنة ، ولو لم تقع الفتنة فربما كان السامري وقومه ينجحون في مؤامرتهم بعد وفاة موسى (عليه السلام).
أما الآن فقد افتضح السامري ، وعاد موسى بكل ما تميّز به من الحزم والشدة في الله.
__________________
(١) المصدر