إثارة الشيطان لغريزتي حب الخلود وحب السلطة ، فلما اتبع إبليس ، تجرد من لباس الجنة (حيث جرّد نفسه من لباس التقوى) وأضحى عاصيا وقد غوى ، الا ان الله فتح أمامه باب التوبة فاجتباه وهداه.
وفي نهاية الدرس بشارة بأن وراء هبوط الإنسان الى الأرض بالذنب ، التوبة التي هي معراجه الى الجنة.
بينات من الآيات :
[١١١] (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)
عنت أي خضعت خضوعا ذليلا ، أما الوجوه فهي المظهر البارز من الإنسان ، وحينما تقول توجهت أي جعلت كل أبعاد حياتي في هذا الطريق ، فعنت الوجوه بمعنى خضعت أبعاد حياة الإنسان للحي القيوم ، بلى هذا الوجه الضعيف الفاني ، حق له أن يخضع لذلك الوجه الحي القيوم ..
هكذا نقرأ في الدعاء :
(سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز الجليل ، سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي ، سجد وجهي الفقير لوجهك الغني الكبير ، سجد وجهي وسمعي ولحمي ودمي وجلدي وعظمي وما أقلت الأرض مني لله رب العالمين)
(١) ولعلّ اسمي الحي والقيوم يجمعان أسماء الله الحسنى.
(وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً)
__________________
(١) مفاتيح الجنان ـ ص ٢٢٧ ـ من دعاء الجوشن الكبير.