الخيبة هي الفشل ، والذي يخيب هو الذي لا يصل الى هدفه ، والظلم حمل ثقيل على كاهل الإنسان يتجلى في صور سلبية شتى في الدنيا ، كعدم التوفيق والفشل و.. و.. ، أما في الآخرة فيتجلى في صورة العذاب المهين ، وهذا خلاف ما ينتظره الإنسان من وراء ظلمه ، أو ليس كان يأمل الظالم أن يحقق لنفسه وأهله السعادة والفلاح ، الآن تراه يفشل ويخيب أمله ، ويحمل أوزار الظلم.
[١١٢] في مقابل الظلم يوجد العمل الصالح ، وهو حالة بناء ، سواء للنفس أو المجتمع ، فبدل أن تسجّر لنفسك تنورا في جهنم بالظلم ، شيّد لك قصرا في الجنة بالعمل الصالح ، وبدل أن تهدم علاقاتك بالمجتمع عبر الظلم ، وسعها ومتنها بالإحسان والعمل الصالح ، والذي يعمل الصالحات لا يخاف الهضم ولا الظلم.
ثم أن عمل الصالحات في الخط الفاسد ليس من الصالحات في شيء ، لذلك يؤكد القرآن :
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)
فحتى تثمر الصالحات يجب أن تكون في خط الايمان.
(فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً)
لا يمكن في يوم القيامة أن ترى صحيفة عملك وقد ذهبت بيد غيرك ، كما لا يمكن أن يضيع الله عملا صالحا مهما يكن صغيرا ، فلو أنك قمت في أحد الليالي لحظات وسبحت الله ثم نمت فهي ستبقى مكتوبة في صحيفتك يوم القيامة ، والفرق بين الظلم والهضم ، أن الظلم ذهاب كل العمل ، والهضم نقصان بعض الأجر.
[١١٣] (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)