٣ ـ غريزتا الملك وحب الخلود غريزتان متأصلتان في أعماق الإنسان ، فبالرغم من أن الله أسكن آدم وحواء الجنة ـ وهي دار الخلود ـ الا انهما لا زالا ينتابهما الشعور بالنهاية ، وقد أثار الشيطان فيهما هاتين الغريزتين ، وهكذا انخدع آدم بإبليس الذي زين له الأكل من الشجرة المحرمة ، وكانت النتيجة أنه طرد من الجنة وأهبط الى الأرض.
وانما خدع آدم حين أثار إبليس فيه غريزتي (حب الملك وحب الخلود) ، ومن المعلوم انه لم يكن الهدف من خلق هاتين الغريزتين في النفس ان يستخدمهما الشيطان في اغوائه الإنسان ، انما أعطاه الله حب الملك والسيطرة ، لكي يستعمر الأرض ويتحمل الصعاب والمشاق في سبيل ذلك ، وأعطاه حب الخلود لكي يحافظ على نفسه من جهة ، ولكي يعرف انه خلق للبقاء ولكن ليس في هذه الدنيا ، بل في الآخرة ، وانه لو لم يخلد في الدنيا ، فان هناك دارا أخرى سيخلد فيها.
ولكن إبليس كعادته يحرف غرائز الإنسان ، التي لو استفاد منها استفادة سليمة ، إذا لكانت وقوده في الطريق الصاعد ، أما لو استخدمها بصورة غير سليمة ، فانها ستكون سببا لهبوطه وترديه.
والشيطان حينما يوسوس للبشر فهو قد لا يتراءى له ، ولكنه يأتيه في صورة خواطر وأوهام.
(فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)
كانت نتيجة اقترافهما السيئة أن بدت لهما سوآتهما بعد أن البسهما الله الرياش.