(وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)
عصى باقترافه الخطيئة ، أو تركه الهدى ، وغوى عن رحمة ربه الى دار الشقاء إذ من معاني الغواية الضياع.
[١٢٢] (ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى)
وفي هذه الآية اشارة الى ان بيد الإنسان نفسه سعادته أو شقائه ، وانه لو وقع في فخاخ الشيطان وانحرف عن الجادة ، فان امامه فرصة التوبة التي هي معراجه الى الفضيلة.
وهناك حديث مأثور عن الامام الرضا (ع) يوضح الكثير من الشبهات في الآية ، والحديث كالتالي :
يقول علي بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (ع) فقال له المأمون : يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال : بلى ، قال فما معنى قول الله عز وجل : «وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى»؟ قال (ع) : ان الله تعالى قال لآدم : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) ، وأشار لهما الى شجرة الحنطة «فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ» ولم يقل : ولا تأكلا من هذه الشجرة ، ولا مما كان من جنسها ، فلم يقربا من تلك الشجرة ، وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما ، وقال : «ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ» وانما نهاكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الأكل منها «إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ» «وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ» ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا «فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ فأكلا منها» ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ، ولم يكن بذنب كبير استحق به دخول النار ، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء