الضلالة هي الانحراف والشقاء نتيجتها ، ولكن الذي يتبع هدى ربه لا يضل ولا يشقى ، لأنه يسير في الطريق الصحيح الذي يوصله الى أهدافه ، ولعلّ الضلالة تعني الجانب المعنوي ، بينما الشقاء يعني الجانب المادي ليتقابل مع قوله سبحانه في الآية التالية ، (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) يعني من لم يتبع هدى الله.
[١٢٤] (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي)
من يعرض عن ذكر الله ، وعن الحقّ ، وأبرز قضاياه هو تولي القيادة الشرعية ، فانه لا يعرف كيف يستفيد من الحياة لذلك يشقى فيها.
(فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً)
أي معيشة ضعيفة تضغط عليه وتجلب له التعاسة ، برغم مظاهر الثروة التي قد يكون متلبسا بها ويغبطه الناس عليها ، والواقع : إن ضنك العيش يتمثل في واحد من بعدين :
١ / فقد يكون بسبب نقص الوسائل المادية التي توفرها المناهج الالهية ، والتي لن توجد من دونها إلّا مؤقتة ومشوبة بالمشاكل الأعظم منها.
٢ / وقد تضيق النفس بالحياة وتصبح حرجة قلقة ، غير مطمئنة ولا راضية حتى ولو توفرت الوسائل المادية ، إذ النفسية المعقدة التي تتراكم عليها الصفات الرذيلة كالحسد والحقد والكبر والغرور يعيش صاحبها في زنزانة ضيقة ولو كان جسمه في روضة فيحاء.
وفي السياق إشارة الى بعض جوانب السعة والضيق في القلب.
(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)