أما القسم الثالث فهم الذين يلهى عنهم حتى قيام الساعة حسب بعض النصوص ، وبالرغم من بعد الحساب عنهم زمنيا إلّا إنّ انعدام شعورهم خلال الفترة يوصل الموت وقيام الساعة ببعضهما في الواقع ، ولعلّه لذلك جاء في الحديث النبوي الشريف : «بعثت والساعة كهاتين ، وهو يشير إلى إصبعي السبابة والوسطى بعد جمعهما»
(وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)
تحيط بهم الغفلة ، ويهربون مواجهته الحقيقية.
[٢] (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)
كلما أتتهم آيات جديدة من ربهم ، تذكرهم بواقعهم ومصيرهم ، إذا بهم يتشاغلون عنها بتوافه الأمور ، أو يتخذونها لعبا ، فلا يتعاملون معها بجدية. تصور إنّك لو مثلت أمام محكمة ، وأنت تعتقد بأنها إما أن تحكم عليك بالاعدام ، وإما أن تبرئ ساحتك ، كيف تقف في قفص الاتهام ، أو ليس متحفزا يقظا ، حتى لا تبدر منك كلمة في غير محلها ، لأنها لحظة حاسمة. أمّا إذا أخذت تدير مسبحة في يدك أو تدخل يديك في جيبك تبحث عن محتوياته العادية فان ذلك يسمى لعبا.
وكذلك الإنسان في هذه الحياة أشبه ما يكون في قاعة محكمة ، وعليه أن ينتظر الحكم عليه بدخول الجنّة أو بورود النار ، ولهذا ينبغي عليه أن يأخذ الحياة بجدية تامة ، ويحسب لأعماله وتصرفاته ، وأقواله ألف حساب ، وإلّا كان من الذين يشملهم قول الله سبحانه : وهم يلعبون.
تخرصات البشر :
[٣] (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)