ومن الذي قدّر لهذا الابن أن ينمو؟
ومن الذي يسبغ هذه النعم ان شاء ، أو يمنعها ان شاء؟ أو ليس الله؟!
ثانيا : حينما تسوأ علاقتنا بأبنائنا بسبب ظلمهم ، تبقى علاقتنا بالله سليمة ، وإذا اعتمدنا على التقوى آنئذ لا نجد ركنا نلتجئ اليه سوى الله.
ونستوحي من هذه الآيات أيضا معنى الفرج بعد الكرب ، وبالذات في بناء الأسرة الأصعب من كل بناء ، الزواج هو تحمّل مسئولية الحياة بكل أبعادها ، فالزواج والولوج في امتحانات عسيرة ، ومتعددة الجوانب ، ومن دون ثقة كاملة بنصر الله قد تتهاوى ارادة الإنسان وتخور عزائمه ، ولهذا يضرب القرآن هنا مثلا للفرج بعد الكرب الذي أصاب مريم.
بينّات من الآيات :
المخاض الصعب :
[٢٢] (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا)
حينما أرادت مريم أن تتزهّد لتعبد الله ، انتبذت مكانا شرقيّا ، قريبا ، في بيت المقدس في غرفة فيه ، واتخذت من دونهم حجابا ، وأخذت تتبتل الى ربها ، ولكنها بعد الحمل انتبذت مكانا قصيّا ، أضف الى ذلك أن الحمل كان صعبا ومجهدا ، لأنها لم ترد (عليها السلام) أن يظهر ذلك للناس ، لذلك ابتعدت عنهم.
[٢٣] (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ)
كم طالت الفترة بين حمل مريم وبين مخاضها؟ هناك أحاديث عديدة : بعضها يقول : ستة أشهر وهو الحديث الأقوى ، وبعضها يقول تسع ساعات ، لأنها حملت في