فمن أبرز غايات الرسل تذكير الناس بيوم القيامة ـ حيث الموازين القسط ـ ، ولكن المتقين هم الذين يخشون ربهم بالغيب ويخافون أهوال الساعة.
وهذا الكتاب هو الآخر ذكر مبارك أنزله الله لذات الغاية.
والسؤال ما الذي يحجب الإنسان عن الأخذ بالفرقان ، والإيمان بالرسالات الالهية التي تذكّر بالآخرة ، وتنبّه الغافلين عن نومهم في الدنيا؟
إنّه وكما يتضح من القرآن التقليد ، وتبعية الآباء من دون تبصّر ولا تدبّر. هكذا يضرب لنا القرآن مثلا من حياة إبراهيم (ع) الذي وقف أمام قومه الذين اتبعوا منهج آبائهم ففقدوا إحساسهم بالمسؤولية ، وصرخ في وجوههم قائلا : ما هذه الأصنام التي تتمسكون بعبادتها ، وتلازمونها على الدوام؟! فلم يكن عندهم جواب منطقي يردّون به على هذه الصرخة ، إلّا أن قالوا : إنّما وجدنا آباءنا يعبدونها فحذونا حذوهم.
ولكي يثبت لهم إمكان تحدي الإنسان لتاريخه الباطل بقوة إرادته ، أخذ معولا وذهب الى معبدهم في يوم عيدهم ، وحطم الأصنام ، واحدا تلو الآخر ، ثمّ وضع المعول في عنق أكبرها حجما ، وذهب الى بيته ، بانتظار أن يعودوا ، فيروا إنّ التماثيل قد حطمت ، فيكون ذلك نقطة بدء لهم لكي ينفصلوا عن تاريخهم السيء المنحرف ، ويعيشوا واقعهم بعقلية متفتحة وبصيرة مستنيرة.
بينات من الآيات :
[٤٦] إن الدنيا مزيج من الجنة والنار ، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى دارا لأوليائه ، جعل فيها من كلّ ما لذّ وطاب من النعم ، دون أن يشوبها خوف أو