ويراقبونه بأعمالهم.
الساعة والغيب :
[٤٩] (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ)
الإيمان بالغيب هو الذي يدفع الإنسان الى تجاوز الشهود ، فتراه ـ حينما يرى شيئا ـ لا يقف عنده ، بل يعبر من خلاله الى الشاطئ الآخر للحقيقية أي الى حكمته وسببه ودلالته ، وبكلمة : الإيمان بالغيب هو : أن نصدّق بما لا نراه انطلاقا ممّا نراه ، وهذا الأمر الذي يتفق تماما مع العقل والمنطق ، هو الذي يقودنا الى معرفة ربّنا اللطيف الذي لا تدركه الأبصار ، من خلال ما نراه من آثار خلقه وبديع صنعه ، وبالتالي نخشاه كأننا نراه ، ونقف بين يدي جبروته المطلق بخشوع ووجل ، وهذا الشعور سوف ينعكس على أعمالنا ، وأقوالنا ، وسائر تصرفاتنا ، فيصقلها ويهذّبها ويوجّهها الى الوجهة السليمة في الحياة. كما يقودنا الإيمان بالغيب الى الشفقة من الساعة.
(وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ)
أي يخشون قيام الساعة.
والإشفاق حالة من الخشية المقرونة بالترقب والانتظار ، ذلك لأن المتقين يعيشون بين الخوف من البعث (لأنهم لا يعلمون نتائج أعمالهم) وبين انتظاره (إذ يرجون جزاء حسناتهم).
[٥٠] (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)
إنّ أكثر الكفار ، ينكرون الرسالات والكتب الالهية ، لأنهم يشككون أنفسهم