الخلف الطيّب :
[٢٤] (فَناداها مِنْ تَحْتِها)
اختلف المفسرون فيمن ناداها؟! هل كان جبرائيل باعتبار ان مريم كانت واقفة على ربوة وجبرائيل كان واقفا تحت الربوة ، لذلك كان هو المنادي ، أو كان عيسى ، وأتصوّر أن المنادي هو عيسى الوليد الجديد ، وهذا ينسجم مع سياق الحديث القرآني ، بينما جبرائيل لم يكن اسمه مذكورا في سياق هذه الآيات.
(أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
يبدو أن مريم حينما حملت فكرت في ما بعد الحمل .. ما ذا سيحدث؟ ما ذا سيقول عنها الناس؟ وحينما وضعت تركزت هذه الفكرة في ذهنها فاحتارت ما ذا تفعل؟ والى أين تذهب؟ لذلك فان أول كلمة قالها عيسى لها هي : ألا تحزني ـ أي لا تحملي هموم المستقبل ـ وهكذا يجب أن تكون المرأة بالنسبة الى مسئوليات الحياة الزوجية ، فبعض النساء يقلقن من شؤون الحياة ، ويفكرن كثيرا في مستقبل الطفل ، وهذه الأفكار غير صحيحة ، لأن الذي خلق هذا الطفل ، وقدّر للمرأة أن تكون أمّا سوف يعينها عليه ، وعلينا أن نعيش لحظتنا ، بالرغم من ضرورة التخطيط للمستقبل ، إلّا أن التخطيط عمل الفكر بينما الهم عمل القلب ، وليس من الصحيح أن نتحمل هذه اللحظة خوف همّ المستقبل ، وحزن الماضي ، فتصبح الحياة فيها جحيما ، ويبدو من السياق ان كلمة السريّ أقرب الى مفهوم النهر الرافد ، إذ أنه (ع) أشار إليها بوجود نهر في أسفل الربوة ، هذا من جهة ومن جهة ثانية فقد أشار إليها ما ذا تطعم وقال :
[٢٥] (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)