من الذي حطّم الأصنام؟
لا بدّ إنّ الذي حطمها ظالم لنفسه لأنّه عرّض نفسه لانتقامنا.
بلى هناك شخص يدعى «إبراهيم» يذكر الأصنام بالسوء ، ويرفض أن يعبدها ويخضع لها ، فمن المؤكد أنّه هو الذي حطمها.
[٦١] وتحطيم الأصنام لم يكن يدل فقط على تحطيم الأحجار ، وإنّما كان يدل أيضا على تحطيم الأنظمة الاجتماعية والتقاليد الفاسدة ، وتحطيمها يعني التحرر منها ، لذلك تجد إن مجتمع الطاغوت (نمرود) لم يكتف بمحاولة تعذيب إبراهيم ، وبإعدامه ، إنّما أراد أن يكرس تلك التقاليد والقيم الفاسدة عن طريق فعل كلّ ذلك عبر تظاهرة اجتماعية صاخبة ، ليكون عبرة للآخرين الذين قد تحدثهم أنفسهم باتباع منهجه التوحيدي.
(قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ)
يمكننا أن نفهم من هذه الآية : بأن ذلك المجتمع قد دبّت اليه أفكار الرفض ، حيث كان هناك آخرون غير إبراهيم يدعون الناس الى التحرر من عبادة تلك الأصنام ، وقد سبق أن استوحينا من آية أخرى مثل ذلك تلك الآية هي «قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ».
[٦٢] (قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)
إبراهيم لم ينكر انه فعله أو لم يفعله وإنّما :
[٦٣] (قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ)