والجواب على السؤال الثاني باختصار :
أـ إن القصص التي يوردها القرآن ليست هدفا في حدّ ذاتها حتى يسردها مرة واحدة.
ب ـ إن تكرار القصة في مواضع متعددة يشعر بأهميتها ، ويلفت النظر الى ضرورة التفكر فيها ودراستها جيدا ، ومن ثمّ الاقتداء بأخلاق الأنبياء ومواقفهم فيها.
ج ـ عند ما يكرر القرآن ذكر القصة الواحدة ، فانه لا يكرر جزئياتها ، وإنّما في كلّ مرة ينقل جانبا معينا منها يتناسب مع المواضيع التي يعالجها السياق ، وهذا الأسلوب يلقي أضواء كاشفة على أحداث القصة ، ويظهر العبر المطلوبة منها ، وكذلك يجعلها شيئا فشيئا تتكامل في الأذهان لتكون ـ بالتالي ـ برنامج عمل في الحياة بالنسبة الى المؤمنين.
وفي سورة الأنبياء يضرب القرآن الحكيم مثلا من واقع مسئولية الإنسان في الحياة ، وهي على جانبين :
الأول : مسئولية أعماله السيئة ، ويقابلها العقاب الصارم ، كما حدث لقوم لوط ونوح.
الثاني : مسئوليته تجاه أعماله الحسنة ، ويقابلها الثواب الجزيل ، كما حدث للوط ونوح ومن آمن بهما.
كما يبين لنا أن الأنبياء كانوا في ساعات الشدة يتوجهون الى ربهم بالدعاء فينجيهم من بطش أعدائهم ، وهذا يكشف لنا إن حياة الأنبياء ـ أساسا ـ لم تكن