عيسى كان معجزة في الحياة ، أما في سائر الحالات الطبيعية ، فان على الولد أن يساعد أمه متى كبر واشتدّ عوده ، ويجب أن تفكر الأم وهي تخوض غمرات الحياة الصعبة أن مستقبلها سيكون مضمونا بسبب هذا الولد ، وان بعد العسر يأتي اليسر ، والعبرة التي نستلهمها هي : ان الصيام في الشرائع السابقة كان مقرونا بعدم التكلم ، فعيسى أشار لمريم بأن تقول للناس : انني صائمة من دون أن تقول كلاما ، لأنها إذا تكلمت بطل صومها ، وبالرغم من انّ هذا النوع من الصوم قد نسخ في شريعة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) الّا ان بعض ايجابياته لا تزال باقية حيث جاء في رواية مأثورة عن الامام الصادق (ع) :
ان الصوم ليس من الطعام والشراب وحده ، ان مريم قالت : «إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً» ـ أي صمتا ـ فاحفظوا ألسنتكم ، وغضوا أبصاركم ، ولا تحاسدوا ولا تنازعوا (١)
وانما تستعمل الاشارة بدليل الآيات التالية التي تفيد بأن مريم أشارت بيدها الى ولدها ليعلم القوم انها لا تتكلّم.
التهمة المفتراة :
[٢٧] (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ)
امرأة عذراء ، غير متزوجة ، صغيرة السن ، تحمل ولدا رضيعا!!
(قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا)
أي عظيما عجيبا.
__________________
(١) وسائل الشيعة ج ٧ ص ٣٩٠.