ثانيا : جاء في حديث مأثور : «إنّ الله أراد أن يكشف للناس فضل سليمان ، وإنّه وصىّ أبيه وخليفته من بعده» (١)
ثالثا : إن داود لم يحكم إنّما كان يناظر ابنه في الحكم ، وبذلك أيضا وردت نصوص شرعية.
رابعا : إن قيمة ما أتلفه الغنم في حقل القوم كانت بقيمة الغنم ، وكانت هناك طريقتان لاستيفاء هذه القيمة : الأولى أخذ الغنم ، والثانية أخذ نتاجها لعام واحد ، وقد حكم كلّ نبي بطريقة معينة ، وقد قال داود لسليمان بعد الحكم ، فكيف لم تقض برقاب الغنم ، وقد قوّم ذلك العلماء من بني إسرائيل فكان ثمن الكرم قيمة الغنم ، فقال سليمان إن الكرم لم تجتث من أصله وإنّما أكل حمله وهو عائد في قابل (٢)
النعمة والمسؤولية :
(وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ)
هناك تفاسير مختلفة وردت في هذه الكلمات لعلّ أقربها ـ والله العالم ـ إنّ الله سبحانه وتعالى سخر لداود (ع) الجبال بما فيها من معادن وإمكانات ، وسخر له الطيور بما تملك من قدرات على الطيران ، فما بال الإنسان يتمرد على ربه ، وهو يستخدم المعادن من الجبال ، ويسخّر الطيور ، فيا أيها الإنسان : إن الحديد المسخر لك ليس ملكك إنّما هو بيدك لفترة محدودة ، وهذه الآلة الحديدية التي تستخدمها قد تأتي يوم القيامة وتقول : إلهي أنت سخرتني لفلان فما فضله عليّ ، فاذا استطعت
__________________
(١) المصدر / ص ٤٤٣.
(٢) المصدر.