أن تثبت ـ يوم القيامة ـ بأنك كنت إنسانا ، وتحملت مسئوليتك في الحياة فأنت أفضل من الحديد.
إنّ الطيور والجبال والأشياء كلها لله وليست لنا ، ولكن كلما سخرنا الأشياء ، كلما ازدادت مسئوليتنا وكبرت ، ويوم القيامة نحاسب حسابا عسيرا. إذا كانت هناك أرض (موات) وكان من الممكن إصلاحها واستصلاحها بناء أو زارعة أو رعيا أو أيّ شيء آخر ، ولم تصلحها ، فان هذه الأرض قد تأتي يوم القيامة لتشتكي عند الله قائلة : إلهي أنت سخرتني من أجل الناس ولكنهم لم يستفيدوا مني.
إنّ المسؤولية بالنسبة للإنسان دقيقة وشاملة فهو مسئول عن كلّ ما يحيط به ، كما هو مسئول عن نفسه وأهله ومجتمعة.
إنّ داود لم يكن بالذي يسخر الجبال بقوته الذاتية ، والبشر ليسوا بالذين يسخرون الحديد والنار بطاقاتهم الذاتية ، بل الله يفعل كلّ ذلك بقدرته ويسخرها لهم بفضله ، فلو نامت البشرية ليلة ثمّ استيقظت وقد سلب الله منهم العقل لأصبحوا وحوشا بكماء ، فهل يقدرون على شيء من حضارتهم؟ كلا .. ولا تشغيل سيارة أو إنارة مصباح فلما ذا لا يشكرون الله بعمل الصالحات ، وتحمل المسؤولية؟
[٨٠] (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ)
اللبوس : كلّ أداة حربية يلبسها الإنسان من درع وجوشن وغيره ، والبأس الحرب.