لقد كانت حركة داود إصلاحية في الأرض ، تتطلب صدّ هجمات الأعداء والمعارضين ، ولذلك فقد ألهمه الله طريقة صنع الدروع ، وألان له الحديد ، وهناك نكتة ظريفة في الآية وهي : إنّ الله لم يعلمه صناعة آلات حربية هجومية مدمرة ، بل اقتصر على الآلات الدفاعية ولعلّ ذلك يوحي بأن الرسالات الالهية لا تدعو الى القتل والدمار ابتداء ، وانما هي تدعو الى الإصلاح والسلام ، ولذلك فهي بحاجة الى الدفاع عن نفسها في مواجهة أعداء الإسلام والانسانية.
[٨١] (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ)
كانت الريح تحمل سليمان (ع) بأمر الله سبحانه لتنقله الى أيّ مكان شاء في مدة قصيرة ، وقد يأتي يوم يكتشف فيه علماء التاريخ والآثار إن الطائرة كانت مصنوعة من أيام سليمان (ع) ، حيث كانت تنقله يوميا بين القدس وقلاع بعلبك ليشرف على أمور مملكته.
[٨٢] (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ)
الى الآن لم يصل العلم هذا المستوى ، ولكن ليس من المستحيل أن يستخدم البشر الشياطين في يوم ما ليقوموا ببعض الأدوار ، إنّ البشر الآن يستخدم أنواعا من الحيوانات كالدلافين في أعمال الانقاذ أو عملية التجسس ، والكلاب لاكتشاف المجرمين ، والحمام الزاجل لنقل الرسائل ، وهكذا .. ولكنه في المستقبل ينبغي أن يصل الى درجة استخدام الأرواح والشياطين.
الغوص كان أصعب الأعمال حيث لم يكن أحد من البشر في تلك الأيام يستطيع القيام به ولكن الشياطين كانوا يقومون به بكلّ سهولة بالاضافة الى أعمال