ب ـ إن حكمة النبوة تتنافى مع التغيير ، ولذلك فان الله لا يدع أنبياءه عليهم السلام يتعرضون للشماتة بل يستجيب دعاءهم.
ج ـ إنّ أيوب ذلك العبد الصابر وذلك النبي الكريم عند الله ، تاب الى ربه فور ما صدر منه ما يبدو أنه نوع من الفخر بعلمه ، بالرغم من إنّ صبره وشكره واجتهاده كان كلّ ذلك عظيما غاية العظمة.
صبر الأنبياء :
[٨٥] (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ)
يذكر الله سبحانه إدريس وذا الكفل وإسماعيل (ع) معا بالرغم من إن ترتيبهم الزمني كان هكذا : إدريس ثم إسماعيل فذا الكفل ، وذلك لكي يبيّن صفة يجب أن نقتدي بهم منها وهي صفة (الصبر).
لقد صبر إدريس على دعوة قومه فلم يستجب له إلّا قليل حتى رفعه الله إليه.
أما إسماعيل فقد ابتلاه الله حين أمر والده بأن يتركه وأمه بواد غير ذي زرع عند بيت الله الحرام ، فذاق العطش والغربة ، وكان فيهما صابرا ، حتى إذا بلغ أشده ، أمر والده بذبحه فأسلم لله صابرا محتسبا.
وأما ذا الكفل فقد كان مرسلا الى قومه يتبع شريعة داود (ع) وقد كفل مجموعة من الأنبياء يقال : إنهم سبعون ، فأطلقهم وبقي مسجونا في بئر عميقة وضع على رأسها صخرة كبيرة ، وظل صابرا ، الى أن أهلك الله الطاغوت فأطلق سراحه بعد ذلك.