لما اقترعوا ثلاث مرات خرج اسم يونس فيها جميعا ، وهذا كان من تقدير الله سبحانه ، لسجن نبيه عبرة لنا ، فالقى في البحر حيث يسارع ذلك الحوت الى ابتلاعه وغاص به في الأعماق فأصبح يونس في ظلمات متراكمة ، وهنا أدرك خطأه فأخذ يستغفر ربه ويناجيه ، تائبا معتذرا معترفا بكمال الله تعالى وبنقصانه هو :
(فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ)
إن الأنبياء معصومون ، ولكنهم يشعرون أمام الله سبحانه بالذنب والتقصير ، وحتى عبادتهم لا يعتبرونها عبادة لفرط إيمانهم بالله ، وتجلي نور الله في أفئدتهم ، ويعتبرون عبادتهم نوعا من التقصير بحق الله ، لأنها بالتالي عبادات بشر ضعفاء عاجزين لذلك يقول
سبحانك
أنت النزيه المقدس ، أما نحن فبشر نتصف بالنقص والجهل والعجز.
(إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
لأنني من البشر ، وأنا شخصيا أتحمل مسئولية خطئي ولا أحمله ربّي أو الأقدار.
[٨٨] (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
إن كلمة «نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ» تعطينا الأمل بأننا مهما فرّطنا في جنب الله فان باب الاستغفار مفتوح أمامنا ، ورحمة الله قابلة لأن تسعنا فلا داعي لليأس والقنوط.