ثانيا : يقتلع الجذر النفسي الذي تعتمد عليه هذه الفكرة.
لما ذا يهرب الإنسان الى ظل الطائفية ، والمذهبية؟ ولما ذا يريد أن يفرق بين الله ورسله؟ لأنه لم يستوعب حقيقة الجزاء بصورة جدّية.
فاذا عرف الإنسان : إنّ عمله سوف يجازى عليه جزاء حقيقيا مؤكدا وإنه لا يستطيع أن يهرب من جدّية الحياة وتحمل مسئولياتها فانه لا يبرر تقاعسه بهذه الأفكار الخاطئة ، وهكذا استخدم السياق القرآني هذين الاسلوبين كما سوف نرى.
والآية تدعو الى وحدة الأمة الإسلامية ، أما ما نراه اليوم من تعدد الدول الإسلامية وتعدد الأنظمة الحاكمة فيها فهو خلاف المنهج القرآني القويم وهو السر في تخلفنا وشقائنا.
(وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ)
بدل أن يقول القرآن وتقطعوا رسالاتهم قال : (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ) ، لعلّه لكي يوضح بأنّه حتى ولو اختلف الناس في الدين ، فان الدين لا يختلف لأنه واحد ، وعند ما يتقطع الناس أمرهم ، ويختلفون في الرسالات والرسل ، انطلاقا من أهوائهم ومصالحهم المادية في الدنيا ، فهذا سيضعهم أمام مسئولية خطيرة بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.
(كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ)
الجميع يعودون إلينا ، ولكن لا نقيسهم بأمرهم ، إنّما نقيسهم بأمرنا (أي برسالاتنا) ورسالاتنا واحدة ، وحكمنا واحد.