[٩٤] وحينما يقول الإنسان : أنا مسلم ، نسأله أولا : ما هو عملك؟ ، أو يقول : أنا أنتمي الى السيد المسيح (ع) ، نقول له : المسيح يجازى بعمله وأنت تجازى بعملك وحدك.
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ)
اعمل أيّ شيء من الصالحات قليلا كان أو كثيرا فانك ستراه وستشكر على سعيك ، وتعطى عليه الجزاء المناسب ، إن كنت مؤمنا.
(وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ)
ما دام القلم بيد الله ، والسجل بيده ، فهو لا ينسى عملك ، فلا تقل : إن هذا العمل لا أحد يعلم به ، فما الفائدة من القيام به؟ ، ونجد في كلمة «من الصالحات» إشارة الى إن على الإنسان أن لا يستصغر أيّ عمل يكون فيه خير ، لأنّ أعمال الخير الصغيرة عند ما تتجمع فانها ستكون أعمالا عظيمة ، يظهر أثرها في المجتمع على المدى القريب أو البعيد.
دع هذا الاحساس ينمو عندك : بأن الله يراقبك ويسجل كلّ كبيرة وصغيرة من أعمالك الحسنة ، آنئذ تندفع الى العمل بروح عالية وأمل مشرق.
[٩٥] (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)
إن تلك القرى (أي الأمم والمجتمعات التي يدمّرها الله بسبب كفرها وأعمالها المنحرفة) لن تعود الى الحياة أبدا ، وهذا ما يؤيده حديث منقول عن الامام أبي جعفر الباقر (ع) حول القيامة الصغرى (١) ، وهناك معنى آخر للآية الكريمة قاله بعض
__________________
(١) راجع تفسير نور الثقلين / ج ٣ ـ ص ٤٦٠.