المفسرين :
إن القرية التي تهلك تعود الى الجزاء ، وهذا المعنى يفهم من سائر الآيات القرآنية أيضا ، فتكون الآية مشيرة الى أنّ هناك ساعتي هلاك للأمم الظالمة : ساعة خاصة بها ، وساعة للكون كله ، وهي الساعة العظمى والقيامة الكبرى.
نهاية الحضارات :
[٩٦] (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)
أي إنّ الطريق أمام يأجوج ومأجوج قد انفتح ، فيندفعون مسرعين من الأماكن المرتفعة ليغزوا بلدان العالم ـ أما ذلك السد الذي ذكره القرآن في سورة الكهف ـ فيكون آنذاك قد أنهار ، ويأجوج ومأجوج الذين هم رمز الخراب يكونون قد جاؤوا ، يقول بعض علماء الحضارة : بأن الحضارة أشبه ما تكون بشجرة إذا مرّ عليها الزمان تتسوّس من داخلها ولكنها تبقى قائمة الى أن يأتي من الخارج من يقوم بتحريكها حركة بسيطة فتقع على الأرض ، وهكذا الحضارات يعيث بداخلها الفساد ولكنها تبقى الى أن تأتي موجة بربرية من أطرافها فتقضي عليها قضاء نهائيا ، وهذه نهاية كلّ الحضارات في التاريخ.
ولعلّ هذه الآية تلمح الى إنّ نهاية الحضارات البشرية تجري هكذا ، باعتبار إنّ يأجوج ومأجوج قوم برابرة همجيون ، يهجمون على هذه المجتمعات وينهونها.
ويبدو إنّه قبل قيام الساعة ستكون هناك موجة بربرية ، وإنّ الله سبحانه شاء أن ينهي حياة الإنسان بيد الإنسان نفسه ، أو ليس الظالم سيفه ينتقم به ، وينتقم منه.