الوعد الحقّ :
[٩٧] (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ)
إذا جاء هؤلاء فاعلم بأن الساعة باتت قريبة ، وإذا جاءت الساعة فالإنسان لا يعرف ما ذا يعمل ، انه يفقد إرادته ويسيطر عليه الخوف ، وترى عينه قد وقفت في اتجاه محدد لا تتحول عنه يمنة أو يسرة من هول الموقف وشدة الرعب ، لذا يقول القرآن :
(فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا)
ترى هؤلاء يقولون : إنهم كانوا غافلين عن هذا ، ولكنهم سرعان ما يتذكرون إن غفلتهم كانت منهم أنفسهم ، ولذلك لا تكون مبررة لرفع المسؤولية عنهم ، فقالوا :
(بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ)
[٩٨] وهذه الأصنام التي تعبد من دون الله ، ويعتقد الإنسان انها تكفيه المسؤولية ، هي والذين يعبدونها سوف يصبحون وقود جهنم ، ويخلدون فيها مهانين ، فكيف تعبد أيها الإنسان هذا الصنم الذي ينبذ في الجحيم ، ويحترق في النار ، وتعتقد أنه سوف ينصرك من دون الله؟!
(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ)
[٩٩] (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها)