من شدة زفيرها حتى فقدت حاسة السمع ، تلك النعمة العظيمة التي لم يشكروا الله عليها في الدنيا ولم يستعملوها في طاعته.
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)
والحسنى هي الرسالة الحسنة .. الفكرة الحسنة .. السيرة الحسنة .. وهؤلاء وفقهم الله لها في الدنيا ، وبالتالي فهم مبعدون عن نار جهنم في الآخرة.
[١٠٢] (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ)
من نعيم مقيم وحور وولدان.
[١٠٣] (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
في الآيات القرآنية تأكيد على هذه الفكرة : إنّ الإنسان في الآخرة ينعم بألوان النعم ، وهذا يكفيه جزاء لأعماله الصالحات ولكن الله يعطيه نعمة ثانية ، بأن يرسل اليه الملائكة ليستقبلوه أحسن استقبال وينقلوا له شكر الله على أعماله وسلامه عليه ، وهذا تكريم معنوي عظيم.
[١٠٤] (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)
السجل : هو الغلاف ، والكتب : هي الأوراق المكتوبة ، فالغلاف يجمع الأوراق المكتوبة وبعد فتح الغلاف تنتشر الأوراق ، هكذا يطوي الله السماوات فتنتهي الدنيا وتقوم الساعة ويأتي يوم الحساب.