يقدر على الهروب منها الى ظل الكتمان إذ الله سبحانه محيط علما بما يجهرون وما يكتمون من أقوالهم ، (فيعلم مدى كذبهم في ادعاءاتهم التبريرية).
وهم يعتمدون على ما أوتوا من إمكانات ، ولكنها فتنة وبلاء ، وهي موجودة إلى حين.
ويلجأ الرسول الى كهف القدرة الالهية ليحكم بالحقّ ، وربنا المستعان على تبريراتهم ودعاياتهم.
بينات من الآيات :
[١٠٥] يبشر الله عباده الصالحين ، بأنهم هم الذين يرثون الأرض وما عليها ، ثمّ يقول : إنّ هذا إبلاغ لأولئك الذين عبدوا الله وسلّموا أمورهم لربهم ، ما هي العلاقة بين الآيتين؟
الواقع ليست الحقيقة غامضة ، بل لها دلائل وشواهد عدة ، ولكن الإنسان عادة يصاب بعقدة أو عقيدة فاسدة ، أو غفلة مطبقة ، وعليه أن يبذل المزيد من الجهد لإصلاح نفسه من عقدها وعقائدها الفاسدة ، وكذلك من غفلتها.
إنّك متى ما خلّصت نفسك من عقدها وعقائدها الفاسدة ، وأيقظتها من غفلتها ، آنئذ يمكننا أن نحكم بأنك فهمت الحقيقة ، وليس ذلك فحسب ، بل إنّ الحقيقة صارت بالغة الوضوح في نفسك.
ويسمي الله سبحانه قوله : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) بلاغا ، لأنّ الإنسان بعد ما يصفّي نفسه من رواسب العقد والعقائد الفاسدة ، ويوقظها من غفلتها ، يكون مستعدا لتلقي هذه الحقيقة وهي وراثة الصالحين الأرض جميعا ،