كيف؟
لأنّ الحياة مبنية على أساس الصلاح ، وليس على أساس الفساد ، فلو كان الكون فاسدا لتحطم وزال.
ثمّ نتساءل ما هي علاقة هذا الأمر بحديثنا في قوله : (عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)؟
الإنسان الصالح هو الذي يسير وفق سنن الله ، ولا بدّ أن يسير منسجما مع مسيرة الكون ، ولا بدّ أن يلتقيها في يوم من الأيام ، أما الإنسان الفاسد الذي لا يسير وفق سننه ، فانه من الطبيعي أن يفترق مع مسيرة الكون ، وتكون بينهما هوة تتسع مع الزمن ، والذي يسير وفق برامج الحقّ لا بدّ أن يلتقي مع الكون ، أما الذي يسير وفق أهوائه فانه سوف يكون إمّا وبالا على الكون فينشر فيه فسادا ، أو يكون الكون وبالا عليه فيهلكه أو يدمره.
إنّ سنن الله في الكون تطبق شئنا أم أبينا ، وإن من يسير وفقها لا بدّ أن يلتقي معها ، بينما الذي يسير ضدها لا بدّ أن ينتهي ، وعنوان هذه السنن هو الصلاح ، وقد بني الكون على الصلاح ، والصالحون من عباد الله هم الذين يرثون الأرض ، لأنهم يطبقون سنن الله فيها.
(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)
ما هو الزبور والذكر ، ولما ذا خصهما الرب بالذكر ، أو ليست هذه سنة إلهية نوهت بها رسالات الله جميعا؟
بلى ، ولذلك احتمل بعض المفسرين أن يكون الذكر هنا هو القرآن بينما الزبور