ثانيا : إن كلّ الأرض سوف تسعد بحكومة عادلة ، إلهية ، وهذه هي التي نجدها فيما يسمى ب (مزامير داود) والذي بالرغم من وجود تحريفات في كتب العهدين حفظت لنا الكثير من حقائق الوحي ووصايا الأنبياء ، فاننا نقرأ في بعضها ما ترجمته :
«إن الله يعلم أيّام الصالحين ، وسيكون ميراثهم أبديا». (١)
ولذلك جاءت النصوص الإسلامية عن الرسول صلى الله عليه وآله تترى وتبشر بأنه لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل البيت يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وجاء في حديث مأثور عن الامام أبو جعفر (ع) في تفسير هذه الآية : هم أصحاب المهدي في آخر الزمان (٢)
الصلاح بين تخلفنا وتقدم الغرب :
الصلاح مطية التقدم ، ذلك لأنه يعني التوافق بين عمل الإنسان وسنن الخلائق ، ونتساءل : إذا لما ذا تخلفنا وتقدم الغرب الكافر ، هل هم صالحون فعلا؟
نقول بلى إنهم قد اكتشفوا بعض سنن الله وعملوا بها مثل (السعي ـ النظام ـ التخطيط ـ العطاء) فتقدموا علينا.
إلّا إنّهم لا يملكون خلفية عقائدية صحيحة وبالتالي إطارا سليما لنشاطهم ،
__________________
(١) هناك نصوص كثيرة نقلت في تفسير (نمونه) في هذا الحقل راجع ج ١٣ ـ ص ٥٢١ ، وهذا النص نقله الكتاب المزبور من الترجمة الفارسية لكتاب العهد القديم ، الذي ترجم في عام ١٨٧٨ تحت إشراف مراجع الكنيسة.
(٢) تجد هذين النصين ونصوص أخرى في «نور الثقلين» ج ٣ ـ ص ٤٦٤ ـ ٤٦٥.