سواء معهم في انه مخاطب أيضا بالإنذار كما ان القريب والبعيد منهم شرّع سواء.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ)
إيذان شامل لكلّ الناس وإنذار مبين من الله رب العالمين لا دخل للرسول بتفاصيله ، فهو أيضا لا يدري متى يأمر الله بالعذاب ، وإذا لم يكن رسول الله حامل الإنذار يدري فمن ـ يأتري ـ يدري؟ لا أحد ، ولقد قرأنا في سورة طه قوله : «إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى» ، فجاءت الرواية تفسير الآية : أكاد أخفيها من نفسي لان الله لم يحدد للساعة وقتا.
يا هول المفاجأة ، الساعة آتية بما فيها من فظائع الهول ، وعظائم الأحداث ، ولا يعرف أحد متى!!
إنّ إخفاء علم الساعة أبلغ أثرا لكي تحسس الإنسان بالمسؤولية ، فلو حدد الله ميقات الساعة أو ميقات الموت ، لتكاسل الإنسان عن واجبه متعللا بأنه سيتوب قبيل موته ، مثلما قال عمر بن سعد عند ما أراد قتل الحسين عليه السلام ، وبعد أن عرضت عليه السلطة الأموية : (ملك الري) إن هو قتل الحسين (ع) ، قال وهو يناجي نفسه ويحاول تبرير قراره الاجرامي :
ووالله لا أدري وإني لحائر |
|
أفكر في أمري على خطرين |
أأترك ملك الريّ والريّ منيتي |
|
أم أرجع مأثوما بقتل حسين |
حسين ابن عمي والحوادث جمّة |
|
ولي في الريّ قرّة عين |
يقولون : إنّ الله خالق جنّة |
|
ونار وتعذيب وغل يدين |
فإن صدقوا فيما يقولون إنني |
|
أتوب إلى الرحمن من سنتين |