وإن إله الكون يغفر زلتّي |
|
وإن كنت فيها أرذل الثقلين |
وإن كذّبوا فزنا بدنيا عظيمة |
|
وملك عظيم دائم الحجلين |
إنّ الله سبحانه ينسف هذه الفكرة بإخفاء الساعة ، فمن يقول إنك تعيش الى سنتين حتى تتقرب فيها الى الله.
وهكذا نقرأ في وصية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب لابنه الحسن (عليهما السلام) :
«... واعلم يا بني إنك إنّما خلقت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء ، وللموت لا للحياة وانك في منزل قلعة ـ أي لا يدري ساكنه متى ينتقل عنه ـ ودار بلغة ـ أي يؤخذ منه الكفاية للآخرة ـ وطريق الى الآخرة ، وانك طريد الموت الذي لا ينجوها ربه ، ولا يفوته طالبه ، ولا بدّ انه مدركه ، فكن منه على حذر أن يدركك وأنت على حال سيئة ، قد كنت تحدث نفسك منها بالتوبة ، فيحول بينك وبين ذلك ، فاذا أنت قد أهلكت نفسك.» (١)
إنّ وفاة الإنسان كما وفاة المجتمعات غير معلومة ، وهكذا الساعة.
[١١٠] وبإزاء جهلنا نحن البشر بيوم الحسرة وساعة قيام الناس للحساب يعلم الله ما ظهر منا وما بطن.
(إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ)
ولعلّ الإنسان يخفي غير ما يقول ، ويبرر جرائمه بشتى الاساليب ، فالله محيط علما بما يكتمه ولذلك عليه ألّا يظن انه يخدع ربه أو يلتف على قوانينه ويتهرب من
__________________
(١). ٣١ / وصايا أمير المؤمنين (ع) نهج البلاغة ٤٠٠.