والايمان بالآخرة يسقط الخلافات الدينية ، لأن قسما كبيرا من هذه الخلافات نابع من الأهواء والشهوات ، ومن عدم تحمل مسئولية العلم ، ومن إن الذين كلّفوا ببيان العلم اختاروا شهواتهم على دينهم فباعوا علمهم ببضع دراهم معدودة.
فالقرآن الحكيم يذكر الناس بيوم القيامة أبدا ليبيّن إن هذه الخلافات تتبخر إذا كان الايمان بالمعاد إيمانا راسخا ، ذلك أن الإنسان يختلف مع الآخرين في الدين حينما لا يتخذ الدين محورا لحياته ، بل تكون أهواؤه وشهواته هي المحور أما لو اتخذ الدين محورا بحث عنه بجد وفكّر بموضوعية. فإنّ الله سيؤيده لمعرفة الحقائق بسهولة.
بينات من الآيات :
كن فيكون :
[٣٤] (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ)
أي إن هذه القصة التي نقلها القرآن الحكيم عن عيسى كانت قول الحق الذي لا ريب فيه ، أما الناس فإنهم يمترون ويجادلون فيه لعدم معرفتهم بالله وبالبعث ويوضح القرآن ذلك فيما يلي من الآيات :
[٣٥] (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ)
إن من الصفات الألوهية صفة القدرة والهيمنة والخلق ، فكيف يتخذ الخالق من مخلوقيه ولدا له؟!
الولد واحد من إثنين : أما أن يكون ولدا بالتبنّي أو بالولادة ، فالولد بالتبنّي إنما يكشف عن حاجة الأب الى ذلك الولد ، والله سبحانه أسمى من أن يتخذ ولدا بالتبنّي لأنه قادر لا يحتاج إلى شيء.