وثانيا : إنّ إتباع الشيطان عذاب وشر مستطير وليس فيه أية فائدة.
هذا هو حوار إبراهيم الذي يتميّز بعدة سمات :
أولا : إنه حوار هادئ.
ثانيا : إنه يتدرج ويتصاعد شيئا فشيئا ، ففي البداية يقول لم؟ ثم يقول لا تعبد ، ثم يقول اتبعني ، ثم يقول : إنه يخشى أن تكون وليّا للشيطان.
في الواقع إن عم إبراهيم الذي يخاطبه إبراهيم (ع) بالأب لأنه كان يعيش في بيته كان فعلا وليا للشيطان ، بيد إن إبراهيم لم يجابهه بالحقيقة مرة واحدة ، ولكن لننظر الى الآخر ما ذا يقول في حوارة ...
الإرهاب في المحيط العائلي :
[٤٦] (قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ)
لم يقل أراغب أنت عن الحق يا إبراهيم ، لأن الحق والباطل لم يكن محورا لعمل «آزر» عم إبراهيم ، إنما قال عن آلهتي لأنه أراد أن يفرض سيطرته وهيمنته.
(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ)
هذا هو الإرهاب العائلي يقول : لأن لم تنته لأرجمنّك ، وأرجمنك اما بمعنى أن أقذفك بالحجارة كما يرجم مرتكبوا الكبائر ، وهو أشد أنواع الاعدام ، واما بمعنى اني لأرجمنّك بالضلالة فأقول إنك مارق ، أو أتهمك بتهمة كبيرة أمام المجتمع. ومن سياق الآية يتبيّن أن المقصود هو المعنى الثاني للرجم وليس الاعدام.
(وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)