الذرية الصالحة والخلف الصالح :
[٥٨] (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا)
هؤلاء هم الذرية الصالحة التي يجب أن تكيف أسرتك وفق هداها. ولعل تأكيد القرآن الحكيم على كلمة الذرية هنا يشير الى هذه الفكرة.
(إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا)
ان الصفة الهامة التي وجدت في هؤلاء بعد هداية الله واجتبائه لهم هي علاقتهم بالله وقربهم الروحي منه ، وهذا أعلى وسام يحمله الإنسان المؤمن الصادق.
ان المؤمنين حينما تتلى عليهم آيات الرحمان وما فيها من أوامر ونواهي وبرامج واخلاقيات ، فإنهم يسجدون دلالة على تقبلهم ، وعلامة على استعدادهم لتطبيقها.
ان السجود هو إظهار الخشوع خارجيا ، اما البكاء فهو إظهار الخشوع نفسيا ، لان نفسية الإنسان تتفاعل مع الموعظة فتجري دموعه ، وهؤلاء قد خشعوا بهيأتهم وكذلك بنفوسهم فخروا سجدا وبكيّا.
[٥٩] (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)
وهؤلاء هم النموذج الآخر وهم الأمثلة السيئة ، فقد أضاعوا الركن الاساسي للدين مما سبب فساد حياتهم ، والركن الأساسي هو الصلاة.
والقرآن لم يقل تركوا الصلاة ، بل أضاعوا الصلاة ، وهذا يشمل بالاضافة الى معنى ترك الصلاة معنى آخر وهو تحويل الصلاة الى هيئة فارغة لا محتوى فيها ،