الحديث : ان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال لجبرئيل :
ما منعك ان تزورنا أكثر مما تزورنا؟
فنزلت الآية : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) ، وهذه الآية توحي بأن الوعد الذي وعد الله سبحانه وتعالى عباده بالغيب انما هو وعد أكيد اثبته القرآن ، لا ينزل الا بأمر الله سبحانه.
(لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ)
ان الله تعالى هو الذي وعد وليس (الملائكة) التي وعدت ، وانما الملائكة رسل لله تأتي بالوعد الى البشر ومن ثم فان الله لا ينسى وعده.
(وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)
الله سبحانه وتعالى وعدكم وهو يعلم وعده وسيفي لكم به ، ولو كان ربنا سبحانه ينسى ، إذا لاختلّ نظام الكون ، ولما استطاع ان يلبّى نداء الكائنات ، ولما استطاع ان يحفظ جزاء المحسنين ، أو يميّز المحسن من المسيء حين لقائه.
الايمان بالله وبالبعث :
[٦٥] (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ)
ان طاعة الله وعبادته والاستقامة عليها بحاجة الى صبر عظيم (واصطبر لعبادته) لان عبادة الله تعني التحرر من كل القيود ، والارتفاع فوق كل السفاسف ، والصبر أمام كل الضغوط ، لذلك فان القرآن الحكيم يقول (واصطبر) اي حمّل نفسك الصبر حتى تستطيع أن تعبد ربك ...