للآلهة وبالا عليهم ، فيكفرون بعبادتهم ، وينقلبون ضدهم. إن الشياطين يثيرون الكافرين ، ويسوقونهم نحو الضلالة ، فلا تعجل في طلب العقوبة لهم. إذ أنّ استمرار ضلالتهم وكفرهم سيكون سببا لمزيد العقاب عليهم.
هكذا ينبغي أن يتّقي البشر الاعتماد على المال والولد والآلهة ، وتكون صلته بالله هي الأسمى والأعلى والأمتن.
بيّنات من الآيات :
[٧٦] بما أن آيات الذكر لا تسدي إلينا الوصايا والمواعظ فحسب ، بل تعالج بعمق الانحرافات النفسية التي تعجل الإنسان يتورط في علاقات شاذّة مع زينة الحياة الدنيا ، من مال وولد ، سواء بالغرور بها أو بالاستسلام لها من دون إرادة أو تفكير ، وهكذا يؤكد السياق هنا أن (قرار) الاهتداء الى الله من مسئولية البشر ، فعليه أن يخطو الى ربه الخطوة الأولى. حيث سيتولّاه الله بعدئذ برحمته فيزيده هدى.
(وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً)
وليس على الإنسان أن يلاحظ لحظاته الحاضرة فقط ، وإنما ينظر بعيدا الى المستقبل ، وما ذا يجب أن يعمل فيه.
إن الأعمال الحسنة بالرغم من أنها قد تبدو ضائعة في بادئ الرأي ، الا أنها باقية ، وستعود الى صاحبها بصورة مضاعفة ، لذلك نجد القرآن الحكيم يقول ، عن الباقيات الصالحات ، «وَخَيْرٌ مَرَدًّا» أي أنها ترد إليك أضعافا مضاعفة بعد أن تزكو وتنمو.
(وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا)