فجزاؤه أفضل ، وعاقبته أحسن.
بلى إنّ كل فعل صالح تقوم به اليوم يصبح غدا جنات واسعة تعيش فيها بإذن الله خالدا. حتى الكلمات التي يلهج بها اللسان ، وقد يستهين بقدرها المرء تصبح موادا أولية لبناء قصوره في الجنة.
جاء في حديث مأثور عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن جده الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) انه قال :
«لمّا أسري بي الى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعانا يقفا (١) ورأيت فيها ملائكة يبنون ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وربما أمسكوا ، فقلت لهم : ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟ فقالوا : حتى تجيئنا النفقة ، فقلت لهم : وما نفقتكم؟ قالوا : قول المؤمن في الدنيا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فاذا قال بنينا ، وإذا أمسك أمسكنا» (٢)
[٧٧] ثم يبيّن بأن أولئك الذين يتعلقون بأموال الدنيا ، ويزعمون بأن سعيهم وعملهم ينبغي أن يكون من أجل الدنيا ، ومن أجل الحصول على المال والولد. ان هؤلاء على خطأ كبير ، لأن زينة الحياة الدنيا ليس من المؤكد الحصول عليها ، فقد يحصل الإنسان عليها وقد لا يحصل.
ولو افترضنا أنه حصل عليها فليس من المضمون أن تكون رحمة ، بل قد تكون عذابا له ، اما في الدنيا أو في الآخرة ، وأخيرا فان ما يحصل عليه الإنسان قد يسعده في الدنيا ، ولكن هل الدنيا نهاية رحلة الإنسان؟ كلا ..
إذن عليه أن لا يحصر كل اهتمامه ، وكل سعيه من أجل الحصول على المال
__________________
(١) أي أراضي بيضاء.
(٢) تفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٥٦.