والولد ، كما عليه أن لا يتعلق بغير الله ويجعله إلها يعبده من دونه ، فان المال قد يصبح معبود الإنسان ، كذلك الولد ، والعلم ، والغنى.
وعموما إنّ على الإنسان أن لا يفقد ذاته من أجل شيء ، أنّى كان ذلك الشيء.
فاذا عشقت العلم لمجرد العلم ، وليس لمنفعتك ولا لمنفعة الناس ، وإذا أحببت الفن للفن لا لمنفعتك ولا لمنفعة أحد ، وأي شيء في الحياة لو عشقته عشقا مجردا من دون أن تفكر في مدى منفعته لك أو لمجتمعك أو لقيمك ، فان ذلك لن يكون مجديا. لأن هذا الشيء سوف ينتهي ولن يعطيك شيئا ، بل سوف تخسر نفسك ، وتخسر آمالك وتطلعاتك.
نعم : العلم في حدود الإيمان ، والفن من أجل سعادتك وسعادة الناس ، والسلطة من أجل العدالة ، والثروة من أجل العمارة ، وهكذا سائر أشياء الحياة الدنيا إن كانت من أجل القيم وفي حدود القيم كانت نافعة لأننا آنئذ نحب تلك الأشياء لأننا نحب القيم ، أما إذا انعكست الآية وأردنا أن تكون القيم وراء الأشياء ، وتحولت الحياة الى شيء يعبد من دون الله ، فان هذا لن ينفعنا ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، يقول ربنا سبحانه :
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً)
في مقابل الباقيات الصالحات التي يدخّرها الإنسان لمستقبله ، هناك من يسعى ويدخّر جهوده ليس من أجل الباقيات الصالحات ، وليس من أجل الله ، ولا رسالته ، ولا من أجل المجتمع ، إنما لكي يصبح أكثر أموالا وأولادا.
والقرآن الكريم يقول : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ) أي انظر وتدبّر في عاقبة هذا الرجل الذي كفر بآياتنا. إن الإنسان الذي يسعى من أجل المال والولد في حدود