والبصريون على أنه لا يلزم تقدم عاملها ، ولا استقباله فيجوز أحب أيهم قرأ ويعجبني أيهم قام ، وأوجبهما الكوفيون ، وقيل : إن كان فعلا لم يجز كونه ماضيا فلا يجوز يعجبني أيهم قام ؛ لأنها وضعت على الإبهام والعموم ، والمضي يخرجها على ذلك ، وأنكر ثعلب كونها موصولا ، وقال : لا تكون إلا استفهاما أو جزاء وهو محجوج بثبوت ذلك في لسان العرب بنقل الثقات ، وزعم الكوفيون أن الأسماء المعرفة بأل يجوز أن تستعمل موصولة كقولة:
٢٥٧ ـ لعمري لأنت البيت أكرم أهله |
|
وأقعد في أفيائه بالأصائل |
فالبيت خبر أنت وأكرم صلة للبيت كأنه قال : لأنت الذي أكرم أهله ، وزعموا أيضا أن النكرة إذا أضيفت إلى معرفة توصل وخرجوا عليه قوله :
٢٥٨ ـ يا دار ميّة بالعلياء فالسّند
وتقول : هذه دار زيد بالبصرة ، فبالعلياء وبالبصرة صلة دار ، والبصريون منعوا ذلك ، وجعلوا أكرم خبرا ثانيا ، وبالعلياء حالا.
(ص) مسألة : توصل أل بصفة محضة ، وفي المشبهة خلاف ، وبمضارع اختيارا عند ابن مالك ، وقال غيره : قبيح ، وبجملة اسمية وظرف ضرورة.
(ش) توصل أل بصفة محضة وذلك اسم الفاعل والمفعول كالضارب والمضروب ، بخلاف غير المحضة كالذي يوصف به وهو غير مشتق كأسد ، وكالصفة التي غلبت عليها الاسمية كأبطح وأجرع وصاحب وراكب فأل في جميع ذلك معرفة لا موصولة ، وفي وصلها بالصفة المشبهة قولان :
أحدهما : توصل بها نحو : الحسن وبه جزم ابن مالك.
والثاني : لا وبه جزم في «البسيط» ؛ لضعفها وقربها من الأسماء ، ورجحه ابن هشام
__________________
٢٥٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين ، والخزانة ٥ / ٤٨٤ ، ٤٨٥ ، ٤٩١ ، ٤٩٧ ، واللسان والتاج ، مادة (أصل) ، وبلا نسبة في الأزمنة والأمكنة ٢ / ٢٥٩ ، والإنصاف ٢ / ٧٢٣ ، والخزانة ٦ / ١٦٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٣٤.
٢٥٨ ـ البيت من البسيط ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٤ ، والأغاني ١١ / ٢٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٥٤ ، والصاحبي ص ٢١٥ ، والكتاب ٢ / ٣٢١ ، والمحتسب ١ / ٢٥١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣١٥ ، واللسان ، مادة (قصد) ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٩٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٤٧.